.باب اللام:
اللام في القرآن على ضربين: مكسورة ومفتوحة.فالمفتوحة ترد بمعنى:التوكيد:
{إن إبراهيم لحليم}.وبمعنى القسم:
{ليقولن ما يحبسه}.وزائدة:
{ردف لكم}.والمكسورة ترد بمعنى الملك:
{لله ما في السماوات}.وبمعنى أن:
{ليطلعكم على الغيب}.وبمعنى إلى:
{هدانا لهذا}.وبمعنى كي:
{ليجزي الذين آمنوا}.وبمعنى على:
{دعانا لجنبه}.وصلة:
{إن كنتم للرؤيا تعبرون}.وبمعنى عند:
{وخشعت الأصوات للرحمن}.وبمعنى الأمر:
{ليستأذنكم}.وبمعنى العاقبة:
{ليكون لهم عدوًا}.وبمعنى في:
{لأول الحشر}.وبمعنى السبب والعلة:
{إنما نطعمكم لوجه الله}.
.باب لولا:
وهي في القرآن على وجهين:إحداهما: امتناع الشيء لوجود غيره، وهو ثلاثون موضعًا:في البقرة:
{فلولا فضل الله عليكم ورحمته}،
{ولولا دفع الله الناس}.وفي سورة النساء:
{ولولا فضل الله عليكم}،
{ولولا فضل الله عليك}.وفي الأنفال:
{لولا كتاب من الله سبق}.وفي يونس، وهود، وطه، وحم السجدة، وعسق:
{ولولا كلمة سبقت}.وفي يوسف:
{ولولا دفع الله}.وفي النور:
{ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم}،
{ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رؤوف رحيم}،
{ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى}.وفي الفرقان:
{لولا أن صبرنا عليها}،
{لولا دعاؤكم}.وفي القصص:
{لولا أن ربطنا}،
{ولولا أن تصيبهم مصيبة}،
{لولا أن من الله علينا}.وفي العنكبوت:
{لولا أجل مسمى}.وفي سبأ:
{لولا أنتم}.وفي الصافات:
{ولولا نعمة ربي}،
{فلولا أنه كان من المسبحين}.وفي عسق:
{ولولا كلمة الفصل}.وفي الزخرف:
{ولولا أن يكون الناس}.وفي الفتح:
{ولولا رجال مؤمنون}.وفي الحشر:
{ولولا أن كتب عليهم الجلاء}.وفي (ن):
{لولا أن تداركه}.والوجه الثاني: بمعنى هلا، وهو أربعون موضعًا:في البقرة:
{لولا أن يكلمنا الله}.وفي النساء:
{لولا أخرتنا}.وفي المائدة:
{لولا ينهاهم الربانيون}.وفي الأنعام:
{لولا أنزل عليه ملك}،
{لولا أنزل عليه آية}،
{فلولا جاءهم بأسنا}.وفي الأعراف:
{لولا اجتبيتها}.وفي يونس:
{ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه}.وفي الكهف:
{لولا يأتون عليهم}،
{ولولا أرسلت إلينا رسولًا}.وفي النور:
{لولا إذ سمعتموه قلتم}.وفي الفرقان:
{لولا أنزل عليه ملك}،
{لولا أنزل علينا الملائكة}،
{لولا أنزل عليه القرآن جملة}.وفي النمل:
{لولا تستغفرون الله}.وفي القصص:
{لولا أرسلت}،
{لولا أوتي}.وفي العنكبوت:
{لولا أنزل عليه آيات من ربه}.وفي سجدة المؤمن:
{لولا فصلت آياته}.وفي الزخرف:
{لولا نزل هذا القرآن}،
{فلولا ألقي عليه أسورة}.وفي الأحقاف:
{فلولا نصرهم الذين اتخذوا}.وفي سورة محمد:
{لولا نزلت سورة}.وفي الواقعة:
{فلولا تصدقون}،
{فلولا تذكرون}،
{فلولا تشكرون}،
{فلولا إذا بلغت الحلقوم}،
{فلولا إن كنتم}.وفي المجادلة:
{لولا يعذبنا الله}.وفي المنافقين:
{لولا أخرتني}.وفي (ن):
{لولا تسبحون}.
.باب من:
تكون صلة:
{من قبل أن تمسوهن}.وبمعنى التبعيض:
{من طيبات ما كسبتم}.وبمعنى عن:
{فتحسسوا من يوسف}.وبمعنى الباء:
{يحفظونه من أمر الله}.ولبيان الجنس:
{من أساور}.وبمعنى على:
{ونصرناه من القوم}.وبمعنى في:
{ماذا خلقوا من الأرض}.
.باب الواو:
قال ابن فارس: لا تكون الواو زائدة أولا، وقد تزاد ثانية، نحو: كوثر. وثالثة، نحو جدول. ورابعة: نحو قرنوة. وهو نبت يدبغ به الأديم. وخامسة: نحو قمحدوة.والواو في القرآن، تكون بمعنى:إذ:
{وطائفة قد أهمتهم أنفسهم}.وبمعنى الجمع:
{وأيديكم}.وبمعنى القسم:
{والله ربنا}.وتكون مضمرة:
{لتحملهم قلت}: المعنى آتوك وقلت.وصلة:
{إلا ولها كتاب معلوم}.وبمعنى العطف:
{أو آباؤنا}.
.باب الهدى:
يكون بمعنى الثبات:
{اهدنا الصراط المستقيم}.وبمعنى البيان:
{على هدى من ربهم}.وبمعنى الرسول:
{فإما يأتينكم مني هدى}.وبمعنى السنة:
{فبهداهم اقتده}.وبمعنى الإصلاح:
{لا يهدي كيد الخائنين}.وبمعنى الدعاء:
{ولكل قوم هاد}.وبمعنى القرآن:
{إذ جاءهم الهدى}.وبمعنى الإيمان:
{وزدناهم هدى}.وبمعنى الإلهام:
{ثم هدى}.وبمعنى التوحيد:
{أن نتبع الهدى}.وبمعنى التوراة:
{ولقد آتينا موسى الهدى}.
.الباب الثاني: في اللغة:
.فصل في تصريف اللغة وموافقة القرآن لها:
لما كانت اللغة تنقسم قسمين:أحدهما: الظاهر الذي لا يخفى على سامعيه ولا يحتمل غير ظاهره.والثاني: المشتمل على الكنايات والإشارات والتجوزات، وكان هذا القسم هو المستحلى عند العرب.نزل القرآن بالقسمين ليتحقق عجزهم عن الإتيان بمثله، فكأنه قال: عارضوه بأي القسمين شئتم، ولو نزل كله واضحًا لقالوا: هلا نزل بالقسم المستحلى عندنا، ومتى وقع في الكلام إشارة أو كناية أو استعارة أو تعريض أو تشبيه كان أحلى واحسن.قال امرؤ القيس:
وما ذرفت عيناكِ إلا لتقدحـي ** بسهميك في أعشار قلبٍ مقتل فشبه المنظر بالسهم فحلي هذا عند السامع.وقال أيضًا:
فقلت له لما تخطى يجوزه ** وأردف أعجازًا وناء بكلكل فجعل الليل صلبًا وصدرًا على جهة التشبيه، وقال الآخر:
من كميت أجادها طابخاهـا ** لم تمت كل موتها في القدور أراد بالطابخين الليل والنهار.فنزل القرآن على عادة العرب في كلامهم.فمن عادتهم التجوز، وفي القرآن:
{فما ربحت تجارتهم}،
{يريد أن ينقض}.4من عاداتهم الكناية،
{ولكن لا تواعدوهن سرًا}،
{أو جاء أحد منكم من الغائط}.وقد يكون عن شيء ولم يجر له ذكر:
{حتى توارت بالحجاب}.وقد يصلون الكناية بالشيء وهي لغيره:
{ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين}.ومن عاداتهم الاستعارة:
{في كل واد يهيمون}،
{فما بكت عليهم السماء والأرض}.ومن عاداتهم الحذف:
{الحج أشهر معلومات}،
{واضرب بعصاك الحجر فانفلق}،
{واسأل القرية}.ومن عاداتهم زيادة الكلمة:
{فاضربوا فوق الأعناق}. ويزيدون الحرف:
{تنبت بالدهن}. ويقدمون ويؤخرون:
{ولم يجعل له عوجًا قيمًا}. ويذكرون عامًا ويريدون به الخاص:
{الذين قال لهم الناس}، يريد نعيم بن مسعود. وخاصًا يريدون به العام:
{يا أيها النبي اتق الله}. وواحدًا يريدون به الجمع:
{هؤلاء ضيفي}،
{ثم يخرجكم طفلًا}. وجمعًا يريدون به الواحد:
{إن نعفُ عن طائفة منكم نعذب طائفة}. وينسبون الفعل إلى اثنين وهو لأحدهما:
{نسيا حوتهما}،
{يخرج منهما اللؤلؤ}، وينسبون الفعل إلى أحد اثنين وهو لهما:
{والله ورسوله أحق أن يرضوه}،
{انفضوا إليها}. وينسبون الفعل إلى جماعة وهو لواحد:
{وإذ قتلتم نفسًا}. ويأتون بالفعل بلفظ الماضي وهو مستقبل:
{أتى أمر الله}. ويأتون بلفظ المستقبل وهو ماض:
{فلم تقتلون أنبياء الله}. ويأتون بلفظ فاعل في معنى مفعول:
{لا عاصم اليوم}،
{من ماء دافق}،
{في عيشة راضية}. ويأتون بلفظ مفعول بمعنى فاعل:
{وكان وعده مأتيًا}،
{حجابًا مستورًا}،
{يا موسى مسحورًا}. ويضمرون الأشياء:
{وما منا إلا له مقام معلوم}: أي من له. ويضمرون الأفعال فقلنا اضربوه ببعضها فضربوه ويضمرون الحروف:
{سنعيدها سيرتها}.ومن عاداتهم: تكرير الكلام، وفي القرآن:
{فبأي آلاء ربكما تكذبان}. وقد يريدون تكرير الكلمة ويكرهون إعادة اللفظ فيغيرون بعض الحروف، وذلك يسمى الاتباع، فيقولون: أسوان أتوان: أي حزين، وشيء تافه نافه، وإنه لثقف لقف، وجايع نايع، وجلّ وبلّ، وحياك الله وبياك، وحقير نقير، وعين جدرة بدرة: أي عظيمة، ونضر مضر، وسمج لمج، وسيغ ليغ، وشكس لكس، وشيطان ليطان، وترقوا شذر مذر، وشغر بغر، ويوم عك لك: إذا كان حارًا، وعطشان نطشان، وعفريت نفريت، وكثير بثير، وكز ولز وكن أن، وحار جار يار، وقبيح لقيح شقيح، وثقة تقة نقة، وهو أشق أمق حبق: للطويل، وحسن بسن قسن، وفعلت ذلك على رغمه ودغمه وشغمه، ومررت بهم أجمعين أكتعين أبصعين.